السبت، 7 يونيو 2008

إلى أهل القرآن( الوصايا الخاصة بالحفاظ)

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

إلى أهل القرآن طلاباًوحفاظاً

الوصايا الخاصة بالحفاظ ولا شك أن الحفاظ يحتاجون إلى مزيد العناية والرعاية ، فكما يحتاجون إلى الوصايا العامة ويدخلون تحت مسمى الطلاب في وصاياهم ، لهم وصايا خاصة تخصهم دون غيرهم .
أولاً- إحكام التمكين
فلا بد بعد الفرح بختمك وحفظك أن تمكن وأن تراجع وأن تديم هذه المراجعة في أول الأمر خاصة ؛ لأن القران سريع التفلت في البداية فلابد أن تجعل لك ورداً يومياً للمراجعة والتمكين ، ولو أن تراجع في اليوم عشرة أجزاء فتختم في ثلاث ، وهو الحد الذي أثر عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه لايفقه من قرأه في أقل منه .
ثانياً- دوام التلاوة
وذلك لتعاهد القرآن خوف نسيانه ، فعن أبي موسى - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال:" تعاهدوا القران فوالذي نفس محمد بيده لهو أشد تفلتاً- وفي رواية تفصياً- من قلوب الرجال من الإبل من عقلها " وروي كذلك عن ابن عمر - رضّي الله عنهما - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:" إنما مثل صاحب القران كمثل الإبل المعقلة إن عاهد عليها أمسكها وان أطلقها ذهبت" ، ولذلك لا بد من دوام التلاوة بالليل والنهار في الحل والترحال في الصلاة وخارجها ، وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - كما في مسلم عن عائشة رضي اللع عنها :" يذكر الله على كل أحيانه " ، وفي حديث علي – رضي الله عنه – قال :" كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يخرج من الخلاء فيقرئنا القرآن ويأكل معنا اللحم ولم يكن يحجبه أو قال يحجزه عن القران شيء ليس الجنابة " ، وفي حديث عائشة قالت:" أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يتكئ في حجري وأنا حائض ثم يقرأ القرآن " متفق عليه .فعليه أن يقرأه ويديم تلاوته قائماً وقاعداً ومستلقياً وإن كان متطهراً - أي متوضئاً أو غير متوضئ- لا يمنعه من تلاوة القران الا الجنابة وكما قال ابن الجزري في طيبة النشر :
فلــيــحــرص السعيد في تحصيله **** و لا يـمـلّ قـط مـن تـرتـيـله
و ليجتـهـد فـيـه وفـي تصحيحه **** على الذي نـقـل مـن صـحـيـحه
و هذا لاشك أنه من الأمور المهمة ، كما ذكر الإمام النووي - رحمه الله - في التبيان أنه قال :" ينبغي أن يحافظ على تلاوته ويكثر منها ، وكان السلف - رضي الله عنهم - لهم عادات مختلفة في قدر ما يختمون فيه ، روي عن أبي داود عن بعض السلف - رضي الله عنهم - أنهم كانوا يختمون في كل شهرين ختمة واحدة ، وعن بعضهم في كل شهر ختمة ، وعن بعضهم في كل عشر ليال ، وعن بعضهم كل ثمان ليالٍ ، وعن الأكثرين في كل سبع ليال وعن بعضهم كل ست ليال ، وعن بعضهم كل خمس ليال ، وعن بعضهم كل أربع ليال ، وعن الأكثرين في كل ثلاث ليال ، وعن بعضهم في كل ليلتين ، وختم بعضهم في كل يوم وليلة ، ومنهم من كان يختم في كل يوم وليلة ختمتين ، ومنهم من كان يختم ثلاثاً ، وختم بعضهم ثمان ختمات أربعاً بالليل وأربعاً في النهار" .
ثالثاً- إتقان التجويد
فلئن طلبت ذلك من الطالب فإنه من الحافظ آكد وألزم ؛ فإن الحافظ يُعد ويُرجى أن يكون مدرساً ومعلماً، فلا بد أن يعتني بالتجويد ، وبعض الناس يقولون بأن التجويد لا أهمية بل هو فرض كفاية إذا قام به البعض سقط الإثم عن الباقين ، وهذا كلام يسهل رده ؛ فإنه يلزم من كل صاحب علم إجادة ما هو فيه ، وإلا ما قامت فروض الكفايات ، وهذا صاحب العلم ، فيلزمه إتقان التجويد ، فيدرس متناً في التجويد ، ويعرف شرحه ويقصد شيخاً مجازاً ليقرأ عليه ويتصل سنده عنه فينال بهذا شرفاً عظيماً .
رابعاً - العمل بالتدريس في القرآن
فإن هذا من أكثر أسباب العون على دوام التلاوة والمدارسة ، مع ما فيها من الأجر والمثوبة ، والدخول في خيرية تعليم القرآن ونشره .
خامساً - الإستزادة من القرآن
فإذا حفظ جوّد ، وإذا جود طلب الاجازه في قراءته ، فإذا وجد في نفسه مكنه انتقل يجمع القراءات السبع أو العشر فيجمعها من طرقها المتعددة ؛ لأن هذا يربطه بالقران ، وينيله ما ذكر من القدر والمنزلة والشرف ، إضافه إلى قيامه بوصية رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، وأن يكون سبباً من أسباب حفظ القران بكل حروفه التي نزل بها، والتي بلغها صحابة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - .
سادساً- أن يفرح بنعمة الله - عزوجل -
فرحاً مشروعاً فلئن فرح الناس بتخرجهم من الجامعة أو حصولهم على الدكتوراة. فإن حفظ القران أعظم وأشرف ( قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون ) ، أُثر في بعض التفاسير أن ذلك الفرح إنما هو الفرح بكتاب الله - عزوجل - وقد ذكر الآجري في كتابه [ أخلاق حامل القرآن ] ما ينبغي للحافظ من بعض الآداب التي لا نطول الحديث بذكرها

ليست هناك تعليقات: