الجمعة، 16 مايو 2008

عوامل الثبات على الدين


بسم الله الرحمن الرحيـــــــــم


والصلاة والسلام علي أشرف الخلق أجمعين نبينا محمد وعلي آله وصحابته والتابعين لهم بإحسان إلي يوم الدين.


(1)-عوامل الثبات على الدين:


في الصحيحين عن ثوبان قال: قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: (( لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خذلهم حتى يأتي أمر الله وهم كذلك )) .

الثبات على الخير قيمة كبيرة لكي نحافظ عليه اقدم لكم مجموعة من العوامل أو الوسائل التي تعيننا على ذلك.

أولها : إرادة الثبات :

الإرادة ليست مجرد رغبة بل هى قرار يتخذه الإنسان الإرادة هي اختيار القلب ،
أفهم أن البقاء في القاع يوفر على صاحبه عناء الجهد لكنه سيظل حبيس الحفر ...

::ومن لا يحب صعود الجبال يعش أبد الدهر بين الحفر::

واصل تقدمك في طريق الخير على قدر وسعك وطموحاتك
لماذا نطلب الثبات ؟

1- الحفاظ على منجزات الخير وبناء العادات الإيجابية للشخصية السوية ...

{وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِن بَعْدِ قُوَّةٍ أَنكَاثًا } (92) سورة النحل

و نبينا صلى الله عليه زسلم (كان إذا عمل عملا أثبته ) . ‌ (م د) عن عائشة.
وليست العبرة بكثرة العمل ولكن بديمومته

عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُئِلَ أَيُّ الْعَمَلِ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ قَالَ أَدْوَمُهُ وَإِنْ قَلَّ). لا يقل عن الفرائض. صحيح مسلم - (ج 4 / ص 186)

1303 اعمل قدر طاقتك ؛ قال مالك بن نبي: (إن حركة التاريخ إنما تصنعها آلاف الجهود الصغيرة التي لا نلقي لها بالاً)

2-القدرة على مواجهة فتن الحياة .

{كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ} (35) سورة الأنبياء

{ ومن الناس من يعبد الله على حرف، فإن أصابه خير اطمأن به، وإن أصابته فتنة انقلب على وجهه خسر الدنيا والآخرة ذلك هو الخسران المبين }

يقول النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( تعرض الفتن على القلوب كالحصير عوداً عوداً ، فأي قلب أشربها نكت فيه نكتة سوداء ، وأي قلب أنكرها نكت فيه نكتة بيضاء ، حتى يصير على قلبين ، على أبيض مثل الصفا ، فلا تضره فتنة ما دامت السموات والأرض ، والآخر أسود مربداً كالكوز مجخياً لا يعرف معروفاً ، ولا ينكر منكراً ، إلا ما أشرب من هواه ) رواه الإمام أحمد 5/386 ، ومسلم 1/128


2- نجاح التربية في البيت والمدرسة رهن بمدى ثبات المربين على مبادئهم ...
تذبذب الأب وتناقضات المعلم يفتح مجال فتنة .. أعينهم معقودة على أحوالهم ..

{فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَن تَابَ مَعَكَ وَلاَ تَطْغَوْاْ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} (112) سورة هود

3-انتصار الدعوة

من السهل أن يتحمس إنسان لدعوته، ويعمل على نجاحها، ويجاهد في سبيلها لمدة محدودة من الزمن، حتى إذا رأى الدرب طويلا، والعقبات كؤودا، والتكاليف مرهقة، انقلب على عقبيه، وتساقط على جانبي الطريق..

ثبات الداعية على مبدئه، هو انتصار باهر، وفوز ساحق، حيث يعلو على الشهوات والشبهات، ويجتاز العقبات بشجاعة وثبات، بل إنه لا يمكن أن يتحقق الانتصار الظاهر إلا بعد تحقق هذا الانتصار

رواه خباب عندما جاء إلى رسول الله، صلى الله عليه وسلم وقال له: ألا تستنصر لنا، ألا تدعو لنا؟ قال: " كان الرجل فيمن قبلكم يحفر له في الأرض فيجعل فيه فيجاء بالمنشار فيوضع على رأسه فيشق باثنتين وما يصده ذلك عن دينه، ويمشط بأمشاط الحديد ما دون لحمه من عظم أو عصب وما يصده ذلك عن دينهوالله ليتمن هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت لا يخاف إلا الله أو الذئب على غنمه ولكنكم تستعجلون)). (
[1]) الحديث

4-حسن الخاتمة

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ} (102) سورة آل عمران

واعلموا أنه على قدر ثبات العبد على الصراط الذي نصبه الله لعباده في هذه الدار يكون ثباته على الصراط المنصوب على متن جهنم وعلى قدر سيره على هذا الصراط في الدنيا يكون سيره على ذلك الصراط فمنهم من يمر مر البرق ومنهم من يمر مر كالطرف ومنهم كالريح ومنهم من يمشي مشياً ومنهم من يحبو حبواً ومنهم المخدوش ومنهم من يسقط في جهنّم
ليكن الثبات إذن هو هدفك واجعله نية صادقة صالحة

عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَلَى الْمِنْبَرِقَال سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ إِنَّمَا الْأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى ...).. ... صحيح البخاري - (ج 1 / ص 3)

حوّل هدف الثبات إلى دعاء تستعين بالله على تحقيقه ....

كان رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يكثر أن يقول : ( يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك ) رواه الترمذي عن أنس مرفوعاً تحفة الأحوذي 6/349 وهو في صحيح الجامع 7864 .

(رَبَّنَا لا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ)). وما ذكره الله - تعالى - عنهم: ((رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ)).

يا ولى الإسلام وأهله ثبتنا به حتى نلقاك ....


والله المــــــــــــــــــــــــــــــــــوفـق

ليست هناك تعليقات: